رئيس كتلة التغيير والاصلاح يكشف
علاقة حماس بإيران ومصر والسعودية ويتحدث عن انتخابات حماس والجنود الأسرى
أكد د.خليل الحيَّة رئيس كتلة التغيير والاصلاح البرلمانية وعضو المكتب السياسي لحركة حماس، وأن أي حديث عن الجنود الأسرى مرهون بسلوك الاحتلال، معتبراً أن قادة الاحتلال أصبحوا عاجزين عن المطالبة بأسراهم.
وقال الحية في حوار خاص بالدائرة الإعلامية لكتلة التغيير والاصلاح ، أن حركة حماس حريصة على طي الخلافات مع إيران وتطوير العلاقة معها، مؤكدا سعي حركة حماس لذلك بعيداً عن الطائفية.
وعن العلاقة مع مصر، أوضح الحية أن العلاقة مع مصر تراوح مكانها وأن حماس لا تتدخل بالشؤون الداخلية لمصر، منوها الى أن حركة حماس تمد يدها لتطوير العلاقة مع مصر، مشدداً على أن مصر اليوم أسيرة معلومات مضللة من الاحتلال والأجهزة الأمنية الفتحاوية.
وعن العلاقة بالمملكة العربية السعودية، قال د.الحية : "لم تعلن السعودية عداوتها لحماس ونقف معها أمام الظلم الأمريكي الذي يبتزها في مالها ومواقفها".
وأشار الحية الى أن فشل الانتخابات المحلية سيؤثر على المصالحة الفلسطينية، مؤكدا عدم وجود لقاءات قريبة.
وعن منصب رئيس المكتب السياسي لحماس، أكد الحية أن مشعل يغادر موقعه وحما مودة وقوية وأن وصندوق الاقتراع يحدد خليفته، مشيراً أن لا تعديلات على صلاحيات رئيس الحركة ومكتبها السياسي. وفيما يلي نص الحوار كاملاً :-
س1 / الانتخابات المحلية الفلسطينية فشلت بمجل تفاصيلها, ماذا بعد؟
الواقع الفلسطيني واقع معقد في ظل ظروف المنطقة والاقليم والوضع الداخلي ، وللأسف الشديد مجريات الانتخابات المحلية من أولها لنهايتها كانت مجريات أشبه بدراما لأن منطلق رئيس السلطة محمود عباس والحكومة وحركة فتح جاءت خدمة لحركة فتح وليس للحالة الفلسطينية، ورغم ذلك الانتخابات جرت بدون توافق ولكننا أعلنا مساندتنا ودعونا الجميع لعمل قوائم وطنية مشتركة لكن حركة فتح أصرت إلا أن تخوض هذه العملية منفردة ، وبدأ فشل حركة فتح في تقديم قوائم خالية من الطعون وقوائم ملتزمة بقانون الانتخابات، كان القرار الفتحاوي إلغاء هذه الانتخابات بحجج واهية وتم استغلال المؤسسات الفلسطينية كالقضاء وتسيسه واستغلال باقي المؤسسات في هذا الموضوع.
كلنا أسف وكلنا استهجان واستغراب للحالة الفتحاوية التي وصلت ولحالة رئيس السلطة محمود عباس المترددة المتهاوية المتهالكة التي لا تشعر ولا تتحسس هموم الشعب الفلسطيني ولا اتجاهاته ولا حتى نفسيته، لذلك نراه يشارك في جنازة المجرم شمعون بيريز قاتل الأطفال ولا يراعي لا مزاج الناس ولا دماء الشهداء التي أريقت.
في ظل انسداد الأفق السياسي وفي ظل تعنت العدو الصهيوني أقول فشل الانتخابات المحلية يعيد إلى الطاولة ويعيدنا إلى ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني على أسس من الشراكة واستراتيجة وطنية متوافق عليها سياسياً وعلى المقاومة والحفاظ على الثوابت، هذا هو المخرج الحقيقي أن نتوافق فلسطينياً لإعادة ترتيبنا للبيت الفلسطيني بعيداً عن الضغوط الإقليمية والمحلية والضغوط الحزبية والفصائلية.
س2/ما هو المخرج من لقاءات مصالحة لا تطبق عملياً على أرض الواقع؟
المخرج هو التوافق وإعادة بناء البيت الفلسطيني لأن حركة فتح تستغل وجودها ممتلكة المال والسيطرة على الضفة الغربية وسيطرتها على كل مؤسسات الشعب الفلسطيني ولديها على الأقل الموافقة الإقليمية والمحلية لأنهم أعطوا الإقليم والاحتلال كل ما تمنوه بالمقابل لم يعطوه شيئاً للشعب الفلسطيني لذلك حركة فتح جاهزة في سلوكها ومعطياتها وأدبياتها أن تعطي الاحتلال أكثر مما يتوقع.
لذلك أقول ليس أمامنا أمام هذه الحالة وأمام تفرد حركة فتح وعدم الإيمان بالشراكة والتهرب من المصالحة إلا وثيقة الاتفاق الوطني التي وقعناها مع الكل الوطني عام 2006 وعندنا اتفاق المصالحة الذي وقعناه في القاهرة في مايو 2011 ، وبالتالي اذا ضممنا هاتين الوثيقتين مع وجود الإرادة الفتحاوية والتوافق الوطني سنصل لشيء حقيقي .
لذلك حماس مصممة في أي حوار فلسطيني فلسطيني أن يكون حواراً شاملاً لنتفق جميعاً وليظهر للكل الفلسطيني من الذي كان يعطل بين الحين والآخر، ويجب على الكل الفلسطيني أن يجلس بكل موضوعية وأمانة ومسؤولية لنبحث كيفية الخروج أمام حالة الاستعصاء الفتحاوي والعباسي وأمام هذه الشخصية والحزبية، فنحن أمام حالة صعبة وخطيرة قد تودي بالقضية الفلسطينية جمعاء.
لا يوجد خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا ان نتوافق مع بعضنا البعض، إذا لم نفعل هذا سنبقى نراوح مكاننا ننتظر، الاقليم مشغول والمنطقة مشغولة بذاتها.
س3/ كيف ترى تأثير ذلك على ملف المصالحة؟
بالتأكيد سيؤثر على مجريات المصالحة ، حيث تأكد للجميع أن فتح لا تؤمن لا بشراكة ولا بانتخابات يعني أحد عناوين ومسارات ترتيب البيت الفلسطيني بعد الاتفاق على الرؤية العامة أن نذهب لانتخابات المجلس الوطني وتشكيل مجلس وطني جديد والانتخابات الرئاسة والسلطة فإذا كان هؤلاء لا يؤمنون بذلك مجرد انتخابات محلية ، فعلوا ما فعلوا فكيف سنذهب لهذه الانتخابات إلا إذا كانوا يريدوا انتخابات على مقاسهم وحينها لن تقبل حماس وكل أحرار الشعب الفلسطيني والذين يحترمون أنفسهم.
أيضاً سيؤثر على مجريات الثقة القائمة بين الطرفين ، الاتفاق الذي وقع في القاهرة اعترف بكل المؤسسات الفلسطينية في الضفة وغزة ، لكن حركة فتح أخطأت خطئاً استراتيجيا وضربت المصالحة في عمقها عندما استغلت القضاء وأعلنت أن القضاء في غزة ليس شرعياً، ونحن اتفقنا على أن المؤسسات شرعية ونعمل على التوحد بينها.
س4/ هل قدمت لكم مبادرات من القيادي المفصول محمد دحلان؟ وهل أنتم مستعدون لتوافق مرحلي معه ؟
هذا السؤال يعيدنا مجدداً لخلافات فتح الداخلية ، وما يجري الحديث عنه يدل على هشاشة وضعف وخلافات حركة فتح الحزبية الذي انعكس على الانتخابات المحلية، لم يعد خافياً أن هناك توجه في الإقليم لتوحيد حركة فتح لمواجهة حركة حماس، للأسف هناك توجه في الإقليم وبدأ واضح من التسريبات والمعاملات والمعلومات نحن نأمل أن تتوحد حركة فتح لأن وحدة الفصائل الفلسطينية وقوتها هي رافعة للفلسطينيين بشكل عام ونحن نريد فتح الموحدة لنتحالف مع فتح الموحدة أفضل أن نتحاور مع فتح المترهلة المنقسمة المختلفة على مصالح شخوصها وقياداتها.
قضية دحلان هي قضية تخص حركة فتح داخلياً وإن كان هذا الخلاف ينعكس على الساحة الفلسطينية ، وبالتالي لا علم لدي بهذه المبادرة ولم تقدم لنا من أي جهة، وربما هذه تسريبات من بعض الأطراف من قبل فريق دحلان أو غير دحلان لمزيد من ارباك الساحة وإخافة محمود عباس، نحن نتمنى أن تتوحد حركة فتح وهذه مصلحة فلسطينية عامة ومصلحة فتحاوية ليتوحدوا ، أما حماس تتعامل مع الفصائل الفلسطينية دون أن تتدخل في واقعها الداخلي ، فلم يثبت على حماس أنها تدخلت هنا أو هناك، لذلك من المستبعد أن تدخل حركة حماس في خصومة مع هذا الطرف أو ذلك إن كان في حركة فتح أو أي حركة أخرى الفلسطينية.
نتمنى على محمود عباس أن يتعالى وأن يضم كل الفتحاويين تحت جناح حركة فتح وهي أمنيتنا أن يضم كل الفلسطينيين تحت جناح فلسطين وليس جناح حركة فتح، لكن مشكلة محمود عباس القائمة ، أن محمود عباس لم نشعر يوماً انه رئيس للشعب الفلسطيني أو أنه يرأسنا أو أنه يتعامل معنا كرئيس لنا، من يوم أن عرفنا محمود عباس عرفناه رئيس لجهة واحدة بل هو رئيس لجزء من هذه الجهة الفلسطينية وليس رئيس للشعب الفلسطيني.
دحلان كباقي قيادات السلطة وفتح الذي لا يختلف واحد منهم على الآخر في التعامل معنا، إن كان في عام 96 أو بعدها فهو جزء من مؤسسة حزبية تعاملت معنا في كل المحطات نحن نتعامل مع الجميع وأنا قلت قبل قليل لا نتعامل مع واحد على حساب آخر، من المعلوم أن دحلان يعلن خصومته للإسلاميين ويعلن عداوته للمقاومة وبالتالي دحلان بسلوكه الشخصي والذاتي يغلق الأبواب بين الحين والآخر حتى في التحالف مع الساحة الفلسطينية، وبالتالي هو يقطع الخطوط على نفسه عندما يعلن عداوته للإسلاميين وحماس جزء من هذا الإسلام السياسي ويعلن عداوته للمقاومة ولا يترك مجال في بقاع الدنيا إلا ويعلن ذلك، وبالتالي من يريد أن يتصالح مع شعبه ويتحالف مع القوى الفلسطينية على أن يكون متصالح مع مكونات الشعب الفلسطيني السياسية والمقاومة ومكوناته وهذا طبعاً من إشكاليات محمد دحلان مع الحالة الفلسطينية ، نحن ليس لنا عداوات مع شخص بل لنا ربما تحفظ وخصومة مع منهج كما نتحفظ على محمد دحلان أنا قلت قبل قليل تحفظنا على محمود عباس بسلوكه السياسي ويشترك الاثنان في عداوته للمقاومة وخصومتهم مع حماس بطريقة او بآخري .
س5/ هل ستسمحون لعناصر دحلان بحرية الحركة والنشاط السياسي لو طلب ذلك؟
حالة قطاع غزة مسموح أن يعمل أبناءهم بكل مكوناتهم لخدمة أبناء الشعب الفلسطيني نحن لم نتدخل في صراعات حركة فتح الداخلية في قطاع غزة، نحن في حماس نرحب بالتعامل مع الجميع على قاعدة أننا أبناء وطن واحد نعيش في ظروف واحدة، خلافات فتح الداخلية لا نتدخل فيها، وعند حدوث خلافات الشرطة تفصل بينهم، لكن الغير مسموح العبث الأمني من أي جهة من الجهات في الحالة الفلسطينية في الداخل، نحن نرحب بأي جهد من أي طرف فلسطيني أو غير فلسطيني بأن يقدم أي خدمة للشعب الفلسطيني لذلك نحن رحبنا باللجنة الوطنية التي قدمت بعض المساعدات للشعب الفلسطيني في غزة للشهداء والجرحى ولبعض المكونات والشباب الذين تزوجوا وأي بعد انساني ممكن أن يخدم الشعب الفلسطيني نرحب به دون أن ندفع أي أثمان سياسية ولا غيره هذه هو علاقتنا بمكونات شعبنا الفلسطيني.
س6/ أعلن السيد خالد مشعل مؤخراً أنه لن يترشح كرئيس لحماس، وترددت أنباء على أن إسماعيل هنية يعد الأوفر حظاً لخلافته في رئاسة المكتب السياسي ما صحة ذلك؟
من الانصاف بعد ما يقرب من 20 سنة قاد الأخ خالد مشعل المكتب السياسي لحركة حماس وشهادة حق نقولها خلال 20 سنة قاد الحركة بحكمة وحنكة ورؤية في كل المحطات وفي كل المفاصل تعاملنا معه أخاً وحبيباً وقائدا ً، وللحق بصمات الأخ أبو الوليد على حركة حماس في أعمالها في الداخل والخارج قائمة وواضحة.
قاد حركة حماس بروح الأخ الكبير والأب الحاني على كل مفردات الحركة ، بالتالي يغادر الأخ أبو الوليد قيادة المكتب السياسي لأن النظام نظام حركة حماس ينص على ذلك ، يغادره بطواعية وهذه مفخرة لحماس وإضاءة من إضاءاتها المتكررة ، أن حماس فيها رئيس وزراء سابق ورئيس حركة سابق ورئيس وهذه مكرمة تقال لحماس، لذلك يغادر خالد مشعل موقعه وحركة حماس متعافية وحركة حماس قوية وحركة حماس موجودة في كل الساحات ورايتها مرفوعة ورايتها بيضاء يتسلمها من بعده راية بيضاء ناصعة ونسأل الله أن يعين من يأتي خلفه ليواصل.
أما حظوظ الآخرين نحن في حركة لها نظام ولها قانون، وبالتالي سواء الأخ أبو العبد وهو أخ كريم وحبيب نكن له كل الحب والاحترام وأيضا كان على رأس الحركة في الدورة الماضية وأيضا له من المكانة ومن الحب والتقدير والمكانة ما يؤهله لذلك أو لغيره، لكن من السابق لأوانه أنه نبدأ نقول فلان أو علان، كل قيادات الحركة قيادات محترمة وقيادات وازنة ولها حضور محترم سواء ما هو معلن منهم أو ما هو غير معلن، وصندوق الاقتراع الداخلي هو من سيوصل فلان أو علان لهذا المنصب ، إن وصل إليه الأخ إسماعيل هنية فأهلا وسهلاً به أخاً وحبيباً وقائداً سنكون عونا ًله ، وإن وصل غيره سيكون أخا ًحبيباً رائداً وقائداً ونكون عونا ًله نحن والأخ إسماعيل هنية من موقعه ، وبالتالي لا خوف على حركة حماس، نطمئن الجميع نحن نسير وفق قانون موجود نلتزم به بشكل موضوعي وطبيعي، لذلك نتمنى من كل الأطراف ومن كل المراقبين ألا يأخذوا بعيداً هذا الأمر هناك استحقاق انتخابي واستحقاق تنظيمي تقوم به حماس كلما جاء هذا الاستحقاق بعيداً عن التحليلات السياسية هنا وهناك.
س7/ هل ترى أن انتخاب هنية سوف يكون أكثر إيجابية في العلاقات بين حماس والدول كمصر والسعودية وايران؟
تقديري وحبي للأخ أبو العبد كونه له شخصية ، واخوانه شخصيات وازنة كاريزمية عالية لكن هو يحظى باحترام وتقدير دولي ومحلي وشعبي، إذا ما قدر للأخ إسماعيل هنية على رأس الحركة باعتقادي سيواصل نفس منهاج الأخ خالد مشعل لربما لهم تقارب في الكاريزما والشخصية، في نهاية المطاف ليس الشخصية هي من تحدد المسار واستراتيجية ، فالحركة تحكمها استراتيجية مقرة، يحكمها برنامج لكل مرحلة انتخابية وتحكمها قيادة ومؤسسة هي ما تلتزم بها رأس الحركة، بلا شك الأخ إسماعيل هنية له كاريزما معينة في هذا الموقع فهو موقع مهم ومفيد لكن لو كان غيره سيقود الحركة بنفس السياسة والاستراتيجية .
س8 / علاقة حماس في إيران؟ أين وصلت وإلى أين ستنتهي؟
حركة حماس تدير علاقاتها مع الدول والأحزاب ومكونات الأمة العربية والإسلامية وفق ما يخدم مصلحة القضية الفلسطينية، ما يربطنا بإيران فهي علاقة فيها دفء ولكن ليس كسابق عهدها، ونحرص على تطوير هذه العلاقة مع ايران ومع باقي الدول العربية والإسلامية على قاعدة أننا أمة واحدة وأن أمتنا لها مصالح مشتركة وعدوها واحد، لذلك ما يربطنا بإيران وغيرها مصلحة واحدة كأمة إسلامية وهي رفعة الإسلام والمسلمين ووحدة الامة على الإسلام، ومصالح الامة واستراتيجيتها ثم عداوة أعداء الامة ثم قضية فلسطين، هي القضايا الثلاث التي ستبقي العلاقة مع ايران نحو الأفضل، نحن نسعى للعلاقة مع إيران وغير إيران لمصلحة الأمة ومصلحة القضية الفلسطينية ومصلحة الإسلام بعيداً عن الطائفية والحزبية.
اليوم تحارب الأمة في دينها هناك من يحاول ان يشوهوا الإسلام بصورته الإرهابية وتقسيماته الطائفية ، وهذا ما حذرنا منه مراراً ونحذر منه اليوم، ندائنا لأمتنا ودولنا الإسلامية الإسلام مستهدف بكل طوائفه وأحزابه ومشارفه تعالوا إلى كلمة سواء نعلي أمر ديننا وإسلامنا ونقف سداً منيعاً أمام تقسيمات الدين بين إرهابي وطائفي، وبين هنا وهناك لأن ذلك لا يخدم مصالح الأمة ثم بعد ذلك كيف نحمي مصالح الأمة ومقدراتها على قاعدة حماية قضية الأمة المركزية قضية فلسطين وكيف نواجه العدو الصهيوني.
نأمل أن تتطور العلاقة نحن نسعى لذلك ومطلوب أن نتوافق والخلافات نضعها جانبا، ًوهناك قواسم كثيرة ممكن أن نتوافق عليها أما ما يختلف عليها فيمكن أن يعذر بعضاً البعض، بل بالعكس ما نختلف عليه ممكن أن نصل إلى قواسم مشتركة في الخلاف لما يخدم مصالح الامة وقضية فلسطين.
س9/ ترددت أنباء عن وجود تعديلات في النظام الداخلي للحركة والذي يعطي لرئيس المكتب السياسي الجديد صلاحيات أوسع؟ ما صحة ذلك؟
لا يوجد تعديل يذكر على النظام الداخلي يمس جوهر النظام الداخلي، لكن نحن في كل دورة انتخابية نعمل تعديلات طفيفة لها علاقة بآليات عمل الحركة وليس في بنيتها وليس في سياساتها.
س10/هل يوجد تعديلات على صلاحيات المكتب السياسي؟
انا قلت لا يوجد أي تعديلات على صلاحيات رئيس الحركة ولا حتى صلاحيات المكتب السياسي، الصلاحيات والسياسات المقرة لا تعديلات عليها.
س11 / هل أنتم مستعدون لمفاوضة الاحتلال؟
لا يوجد أي تغير على سياسة حماس في رفض التفاوض مع الاحتلال بشكل أساسي.
س12/ ما هي طبيعة العلاقات بين حماس ومصر ؟
العلاقة مع مصر على ما هي عليه منذ فترة لا تعديل عليها منذ ستة أشهر، الاتصالات لا تنقطع لكن العلاقة في حدها كما هي، لا تراجع ولا تقدم حقيقي يذكر، ونحن نتمنى تطويرها وأن تكون العلاقة في أحسن أحوالها لخدمة قضيتنا وبرنامج المقاومة وخدمة لشعبنا الفلسطيني عامة وفي قطاع غزة بشكل خاص لكن هذا الأمر مناط بالأشقاء في مصر.
مصر دولة وازنة لا يوجد فلسطيني لا في الأمة ولا في الشعب الفلسطيني ولا في حماس من يفكر بالتغاضي عن هذا الدور وعن مكانة مصر، لكن مصر ومنذ الأحداث الأخيرة اختلقت لنفسها علاقة تحت مبررات ، نحن نمد أيدينا للأشقاء لمصر لإقامة علاقة وأعلننا مراراً وتكراراً أننا نحافظ على أمن مصر ولا نتدخل في شأنه ، وبالتالي نحن على هذه السياسة ثابتون والآن الكرة في ملعب الأشقاء في مصر ، إن رغبوا أن تتطور العلاقة خدمة لشعبنا والشعب المصري في هذا الصدد فنحن جاهزون ونأمل ذلك ونرغب به.
لكن للأسف ..مصر أسيرة معلومات مضللة من العدو الصهيوني ومن الأجهزة الأمنية الفتحاوية حيث تصل معلومات مكذوبة بين الحين والآخر تؤثر على علاقة حماس وتحديداً غزة مع مصر وهذا ما يبنى عليه سياسته.
أيضا النظام المصري الحالي يضع حماس في خانة الإسلام السياسي أو الإخوان المسلمين ونحن أوضحنا مراراً أننا إسلاميون ونفخر إننا ننتمي لمدرسة الإسلام الوسطي، ونحن بالبعد الفكري والبيولوجي ننتمى للفكر الوسطى الذي هو الاخوان، لكن قلناها مراراً نحن لا تربطنا علاقة تنظيمية خارج فلسطين، لكن لديهم هم تفكير واستراتيجية وقناعة، ونحن قلنا أننا في حماس إسلاميون وسطيون مقاومون على أرض فلسطين للاحتلال.
س13/ السلوك السعودي الرسمي تجاه حركة حماس حتى اللحظة هو سلوكاً معادياً، لماذا أصدرتم بياناً مؤخراً داعم للسعودية ضد قانون "جاستا" الأمريكي؟
نحن مع أمتنا ومع شعوب المنطقة ومع دولنا عندما تواجه تحدياً ظالماً، والسعودية لم تعلن عداوتها مع حماس، بيننا وبين السعودية توجد علاقة ربما تكون العلاقة فاترة لكنها ليست قائمة على العداوة، السعودية مشغولة بذاتها عندها ظروف داخلية ومحلية في اليمن هنا وهناك، وربما تكون مشغول عن الشأن الفلسطيني بشكل عام وبالتالي هذا هو طبيعة العلاقة مع السعودية بشكل عام وهي ليست متفرغة للمنطقة بشكل كبير وتدير علاقتها بما يخدم مصالحها.
نحن نكن للسعودية كل التقدير والاحترام، الدول تقودها سياسات وضمن مصالحها وضمن رؤيتها ، ونتمنى أن تتعامل معنا السعودية على ما نحن حماس حركة إسلامية وسطية ، تعمل في فلسطين تقاوم الاحتلال، ولا تتدخل في شؤون احد ، ونأمل أن تتعامل معنا السعودية كما في السابق قبل احداث المنطقة قبل 5 سنوات، لكن ما حدث في المنطقة من الربيع العربي يبدو أثر على قناعات الأنظمة كلها بمكونات الامة.
أما موقف حماس من السلوك الأمريكي الفج الظالم المنحاز الصادم لكل الأنظمة والقوانين الدولية فهو سلوك مرفوض، فالسعودية وقفت مع أمريكا في كل الاحداث خاصة مثل أحداث سبتمبر وقدمت لها المال، واليوم تتبدل المصالح الامريكية والتحالفات وإذ بأمريكا تنقلب وقرار الكونجرس الأمريكي هو سابقة خطيرة والأولى من نوعها ولم يحترم فيتو الرئيس الأمريكي.
لذلك نحن نقف مع السعودية أمام هذا الظلم الذي يريد أن يبتز المال العربي والإسلامي ويبتز السعودية في مواقفها .
س14/هل هنالك حراك تجاه قضية أسرى جنود الاحتلال؟
لا حديث في هذا الموضوع ولا نحب أن نتحدث فيه، وحتى لو كان في حديث فهو مرهون بمدى سلوك الاحتلال الذي ما زال لا يحترم لا أسري ولا جنوده والذي لا يعترف أنهم مفقودون وهم في يد المقاومة، وبالتالي يبدو أن الشعب الصهيوني عاجز عن طلب أبنائه وقيادة العدو الصهيونية أصبحت غير متفرغة وغير حريصة على إعادة أبناءهم الذين خطفوا من الميدان.
س15/ هل يوجد ترتيبات لعقد لقاءات مصالحة قريبة؟
لا يوجد ترتيبات للمصالحة قريباً، أقول المصالحة تحتاج أولاً إلى إرادة الشراكة وحوار وطني، كيف نريد ترتيب البيت الفلسطيني؟ دون ذلك سيصبح من العبثية ومضيعة الوقت أن نجتمع مجددا ًعلى أليات سابقة، نريد مصالحة حقيقية بإرادة حقيقية بتطبيق ما تم الاتفاق عليه ومع الكل الوطني لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني.